صرخة فيلمية وثائقية في وجه الاحتلال، تمت كتابتها بلغة فنية لتسليط الضوء على تقاسيم وجه الشيخ الفلسطيني العاشق لمهمته.
تم مؤخرا تصوير فيلم وثائقي بعنوان "مضيف الشهداء" للمخرج الفلسطيني فايق جرادة بتعاون مع رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة الحبيب ناصري، صاحب الفكرة وكاتب السيناريو.
ويتطرق هذا العمل الفني المشترك لتجربة إنسانية بطلها رجل مسن وهب ما تبقى من حياته بشكل طوعي لاستقبال جثامين الموتى/الشهداء من مختلف الأعمار والأجناس التي تتوافد على إحدى مستشفيات فلسطين، وذلك من أجل السهر على تغسيلها وتكفينها وإعدادها لمثواها الأخير.
ويستمد هذا الفيلم الوثائقي أهميته من كونه يرصد مسار الحياة اليومية لهذا الرجل الذي تداولت وسائل الإعلام السمعية البصرية صوره في غفلة منه، حيث تقتصر فقط على التقاط ومضات من حياته أثناء تأديته لهذه المهمة.
ويشير الحبيب ناصري في تعليق على هذا الإبداع السينمائي الذي تطلب إنجازه نحو تسعة أشهر بين الكتابة والتصوير، أنه عمل درامي قوي مستوحى من صميم الواقع، ويستحق مزيدا من التأمل لاستخراج تلك الدلالة القوية المرتبطة بفضاء الموت/الشهادة من أجل الوطن.
وأوضع أن "مضيف الشهداء" يبقى صرخة فيلمية وثائقية في وجه الاحتلال، تمت كتابتها بلغة فنية لتسليط الضوء أساسا على تقاسيم وجه هذا الشيخ الفلسطيني العاشق لمهمته، وذلك على إيقاع أغاني المطربين الملتزمين مارسيل خليفة وأميمة الخليل، علها تساهم في أن تحول جزءا من ألم هذا الشعب إلى لحظة أمل.
وأبرز، من جهة أخرى، أن ميلاد هذا الفيلم من رحم المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، يعد بمثابة أول بذرة من المرتقب أن تتناسل عنها أعمال مستقبلية سترى النور في أمكنة أخرى سواء بداخل المغرب أو خارجه.