ايها المطر
من زمن لغيثك أنتظر
القلب لجحودك تصحر
العين بجفاك دمعها تحجر
والفؤاد بلوعة رحيلك سجر
لاشيء سوى الجدب ببعدك انتشر
اين ذاك المزن وأين قطرات المطر
تمرعلي المثقلات وبي لاتبالي وعلي تتبطر
اقول سيأتي يومآ وماعلي سوى التصبر
سأل طفل أباه
أبتي ماهذا الماء النازل من السماء
قال الاب: ولدي انه المطر
سأل طفل أمه
امي ماهذه القطرات النازلة من عينيك
قالت انها جمرات القهر
وكبر الطفل
وكل ما تمطر الدنيا
يصيح مطر
وكل مايشاهد دمعة عين
يصيح انه جمر
رحلت عن أهلي
حاملآ حقيبة دبلوماسية صغيرة
يظنها البعض للآوراق المهمة
او لعل في داخلها نقود تدهش البشر
وفي الحقيقة بداخلها
ملابسي الداخلية
وطقم بجامتي وبضعة اوراق من كتاباتي حملتها بالسر
فهي كل مالدي عندما ارحل من وطن الى مستوطن جديد لأحيا كما يحيى البشر
ويصادف عندما ارحل او في كل نقطة مفصلية
تمطر الدنيا وكانها تمحي اثاري
لتجعلني اهيم من وطن الى مستوطن
في كل خطوة اخطوها انظر خلفي لأرى اثاري
اجدها قد محاها المطر ويهطل من عيني جمر
رجل بلا بصمات
رجل بلا ذكريات
ماعدا اوراق مرميات
تحكي قصة رجل ممتلئ بالاهات
يعاتب زمانه كل ما ضاقت به المتاهات
مطر يمحي الخطوات
وجمر يحفر ممر على الوجنات
سماء تبكي
رجل يبكي ويتحسر
تتلبد غيومي وتبرق عيناي شرارآ
وتنزل دموع عيني مدرارآ
لتسقي وجعآ مابرح مني منذ أن هلك الفؤاد بغربةٍ اسطورية المعنى
وفؤاد معذب أظناه البعد مرغمً
مطر مطر
لاشيء سوى المطر
وانا انظر
من خلف زجاج نافذتي
رأيت عصفورآ مختبئ تحت شرفة النافذة
ليحتمي من المطر
ويحلم بشروق شمس الامل
لكنه
لايحمل حقيبة سفر
فعشه على مرمى البصر
اما انا ...فعشي قد دمر